من القائل واعطي نصف عمري للذي يجعل طفلا باكيا يضحك؟، العالم العربي مليء بالقدوة المشرفة في جميع المجالات، وفي هذا المقال على موقع القمة سنشرح إجابة سؤال من قال وأعطي نصف عمري لمن يجعل طفل يبكي يضحك. هذا مشهور الشعر الشعري جزء من قصيدة مهمة جداً في التراث العربي.
من قال إنني أعطيت نصف حياتي لشخص يضحك طفل يبكي
يتميز الشعر العربي بغزارة المعاني والأفكار، فتجد دائمًا شعراء عرب يتمتعون ببلاغة لغوية لا مثيل لها.
- من قال إنني أبذل نصف عمري لمن يضحك طفل يبكي
- هذا البيت الشعري للشاعر العربي الكبير توفيق زياد، وظهرت فيه لطف الشاعر ورحمته.
- هذه الآية جزء من قصيدة خاصة جداً تسمى (المغني) وهي من أهم وأشهر قصائده.
وأعطي نصف عمري لمن يجعل طفل يبكي يضحك، وأعطي النصف الثاني، لحماية زهرة خضراء تهلك، وأمشي وراء سلسلة تلال ألف سنة، وأقطع ألفًا وطرقك، وأركب كل بحر هائج، حتى ألم العطر على شواطئ الليل، فأنا إنسان في حجم إنسان، لذلك أستريح بينما يراق دم ذكي!
- في قصيدة المطرب، يعرب توفيق زياد عن رغبته في التضحية بأغلى ما لديه، حفاظًا على الإنسانية من الضياع، حتى تتوقف الحرب والدماء التي تستنزف كل ما هو ثمين ونفسي من حياتنا.
- ووصف الشاعر توفيق دم العرب بأنه دم عاقلة دلالة على قيمته فكيف يضيع على هذا النحو
- وطالب بضرورة الحفاظ على براءة الأطفال وضحكهم الصادق، لأن الحرب والدماء دمرت طفولة الكثيرين، وجعلتهم يعانون رغم صغر سنهم وانعدام الضمير.
- لم يعاني الإنسان فقط، بل عانت الأرض والزراعة أيضًا، فعندما تدخل الحرب البلاد، يعاني الجميع بشرح طريقة أو بأخرى.
- يقول الشاعر إنه يعطي كل ما يملك من أجل خير وطنه، وأثمن ما يملكه قلمه وقصائده.
سيرة الشاعر
الشاعر توفيق أمين زياد، المشهور بتوفيق زياد، شاعر عربي من أصل فلسطيني، كان له تأثير عميق على المجال الأدبي العربي وكذلك في المجال السياسي.
- ولد توفيق زياد في 7 مايو 1929 م وتوفي في 5 يوليو 1994 م عن عمر يناهز 65 عامًا.
- ولد ودفن في مدينة الناصرة بفلسطين.
- كان لديه مساهمات حيوية مهمة في الجانب فيما يتعلق بالجانب السياسي لدولة فلسطين، حيث كان يدافع بشكل يائس عن بلده وحقوق شعبه.
- كرس حياته كلها للقضية الفلسطينية وتمكن من أن يصبح عضوا في الحزب الشيوعي الإسرائيلي والكنيست الإسرائيلي، ليعبر من خلال هذه المنابر الهامة عن آراء ومطالب الشعب الفلسطيني.
- بالإضافة إلى ذلك، شغل منصب رئيس بلدية النصر لفترة طويلة، حتى يوم وفاته.
- كان له دور مؤثر ومهم في يوم الأرض الفلسطيني في 30 آذار 1976 م. م، حينما شارك في التحريض.
- درس لفترة طويلة في موسكو، لذلك كان لديه معرفة واسعة بكل ما يتعلق بالأدب السوفيتي.
- بالإضافة إلى عمله السياسي، كان قلمه أفضل سلاح ضد الاحتلال السعودي.
- كتب العديد من القصائد الهامة المسجلة في تاريخ النضال الفلسطيني.
- تحدث كثيراً عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن شجاعته وشجاعته التي نالت إعجاب العالم أجمع.
- تُرجمت قصائده إلى عشرات اللغات وكان مهتمًا بشكل خاص بالأدب الروسي.
- أصبحت قصائده اليوم جزءًا من التراث الفلسطيني الأصيل، حيث يتم بثها وتكرارها بشكل متكرر في الأحداث الكبرى، وتحولت العديد من قصائده إلى أغانٍ مسجلة غناها أكبر وأشهر نجوم الفن العربي.
وفاة توفيق زياد
- لم تكن حياة توفيق زياد حياة تقليدية، بل حياة استثنائية في المقام الأول، فقد كرس كل حياته ومعرفته للقضية الفلسطينية.
- لذلك كان هدفًا للعديد من محاولات الاغتيال، وكانت حياته دائمًا في خطر.
- خلال الأحداث الكبرى التي وقعت في فلسطين، مثل صبرا وشاتيلا ومذبحة الحرم الإبراهيمي، نجد أن توفيق زياد كان دائمًا من أكثر الأشخاص المهددين بإيذاء نفسه وأسرته.
- خلال الفترة التي سبقت انتخابات الكنيست، تعرض توفيق زياد لمحاولة اغتيال صعبة ومباشرة، لكنه تمكن من الفرار.
- حتى وفاته في 5 يوليو 1994 م في حادث مروري مروع، لم يتم التعرف على كاتب هذا الحادث حتى يومنا هذا.
- توفيق زياد كان في طريقه للقاء ياسر عرفات لبحث ما حدث في اتفاقات أوسلو.
أشهر الأعمال الأدبية لتوفيق زياد
كان توفيق زياد يتمتع بموهبة بلاغية فريدة من نوعها، أبهرت شعراء الوطن العربي الروسي، ومن أشهر أعماله.
ارفعوا أيديكم عن شعبنا!
لذا ارفعوا أيديكم شعبنا. لا تطعم الحطب. كيف تعيش على متن سفينة وتعود إلى محيط من النيران
- ينفي الشاعر توفيق زياد في هذه القصيدة أعمال الاحتلال الإسرائيلي، ويستنكر كيف يمكن للمرء أن يعيش بسلام وأمن في أرض محتلة.
- إنهم محاصرون من جميع الجهات بالنار والنيران، وهم غير مرغوب فيهم على الإطلاق في بلادهم العربية.
- ويتابع الشاعر في القصيدة جرائم هذا الجيش الغاصب الذي يقتل الأطفال ويأكل طعاماً لا يخصه ويثير الرعب والخوف في نفوس المؤمنين.
- ويضيف الشاعر أن أهله الشرفاء لا يستطيعون فعل أي شيء يفعله هذا الشاعر، ولا يمكنه نهب منزل أو سرقة أرض أو ابتزاز قلم كما يفعل العدو.
- وأكد في نهاية قصيدته أن شعبه متمسك بأرضه وتراثه ولن يسجد مهما كلف الثمن.
أوه، جذرنا الحي يبقى
يا جذرنا الحي، تمسك وضربني بعمق، يا أصولي، من الأفضل للظالم أن يتحقق من الحساب قبل أن تدور العجلة.
- هنا نبقى واحدة من أهم قصائد الشاعر توفيق زياد، في هذه القصيدة ينشر روح الوطنية في نفوس شعبه الفلسطيني.
- ويؤكد لهم أن عزمهم وتصميمهم سيعيدون بالتأكيد أرضه ومجده.
- إن المشاغبين، الذين يسعون دائمًا إلى حقوقهم، يظلون شوكة صلبة في حلق المعتدي، حتى لو كانت زجاجًا في عيونهم.
- لذلك يجب على الشعب الفلسطيني أن يقاوم بضراوة وبقوة كبيرة حتى ينال كل حقوقه من المغتصب.
- ووجه الشاعر حديثه للجيش المعتدي لبث الرعب في قلوبهم، مؤكدا لهم أن الشوارع مليئة بالغضب.
- أبناؤه رجال يريدون بشدة أن تعود بلادهم إليهم.
- وأكد أنهم سيبقون على الدوام متعلقين بالأرض، ويحافظون على أشجار التين والزيتون وتراث بلادهم وتراثها، ولن يتخلوا عنها أبدًا.
- لا بأس إذا كنت تأكل التراب للدفاع عن بلدك، فكل شيء رخيص من أجل حرية بلدك.
- إن الشعب الفلسطيني يضحى بأمواله وأبنائه وكل ما يملكه لصالح قضيته.
وهكذا أجبنا على سؤال قائل أعطي نصف عمري لمن يضحك الطفل الباكي، وقد أوضحنا أهم آيات قصائد هذا الشاعر العظيم.