السلطة أمامها سبيلاً واحداً إن أرادت النجاة، وهو أن تستقوي بالشعب، وتعلن عن انتخابات عامة، وهذا سيرفضه الاحتلال قطعاً، وكذلك الاقليم، ومعهم التيار المتصهين في السلطة، والذي هو اليوم يريد أن يُحكم السيطرة على فتح، وفق استعداداته لترتيبات المؤتمر الثامن للحركة.
أو أن تهوي السلطة في السقوط، وتواصل سبيل الغي حتى تنتهي إلى أسوأ ما وصلت إليه، وما هو ينتظرها.
وقد اختارت مسار الهلاك الوطني، ولم تختر سبيل الرشاد، عندما أجهضت الانتخابات العامة تحت ذريعة كاذبة ومكشوفة الكذب، ولكن الحقيقة هي استجابت للتيار المتصهين فيها، يمين أبو مازن، وهذا التيار الذي يقوده حسين الشيخ وماجد فرج، وقد أصبحوا اليوم بعد انعقاد المجلس المركزي الأخير، القيادة الفعلية بدعم من الاحتلال، ودول في الاقليم أبرزهم النظام الأدرني الذي كان قد حذرهم من المضي في الانتخابات التشريعية، وما بعدها، وتستمر محاولات إقصاء تيار الرجوب أو احتوائه، ومحاولات عزل تيار الأسير مروان البرغوثي عن المشهد والتأثير فيه.
لكنّ الأيام القادمة لا تحمل الخير للتيار المتصهين، فهو على أعتاب مد ثوري شعبي عارم في الضفة وغيرها، يشارك فيه القطاع الأكبر من فتح، وتكون عموده الفقري حماس والجهاد قوى اليسار، وهذا سيعزز القناعة عند الاحتلال بعجز السلطة، بل ستكون عبء أمني عليه، وليس مُعينة له، لأن بعضا من عناصرها، أي السلطة، في الأجهزة الأمنية سينخرطون في الثورة.
بقلم أ. عبدالله العقاد