التخطي إلى المحتوى

الحروب عنصر من أهم عناصرها هي الخدع حيث في كل حرب يوجد مفاجأت وخدع يقوم بها أحد الاطراف وفي الحرب الروسية الاوكرانية شاهدنا العديد من المفاجأت حيث ذكر تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية أن مسئولي المخابرات الأمريكية اكتشفوا أن وابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها روسيا على أوكرانيا تحتوي على أفخاخ مفخخة خدعت رادارات الدفاع الجوي والصواريخ الحرارية وهذه الخدع مصممة على شكل سهم أبيض بذيل برتقالي، ويبلغ طول كل جهاز حوالي قدم.

وفي نفس السياق أضاف المسؤول الامريكي أن الذخائر الجديدة صادرة من صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز “إسكندر- إم” تطلقها موسكو من منصات إطلاق متحركة عبر الحدود الروسية الاوكرانية، وكان الهدف هو منع استهداف الصواريخ بأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الحرارية.

حيث أشار المسؤول الاستخباراتي الامريكي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن هذه الذخائر مليئة بالإلكترونيات وتصدر إشارات لاسلكية للتشويش على رادارات العدو التي تحاول تحديد موقع صواريخ إسكندر إم. وهذا قد يفسر سبب صعوبة اعتراض أسلحة الدفاع الجوي الأوكرانية على صواريخ إسكندر-إم الروسية، والتي يمكن أن تصل إلى أهداف على بعد أكثر من 200 ميل، حيث يتم تشغيلها بواسطة محرك صاروخي يعمل بالوقود الصلب، جاء ذلك وفقًا لوثائق الحكومة الأمريكية.

وفي نفس السياق بدأ تداول صور هذه الذخائر الغامضة على وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيل ميديا قبل عدة أيام. حيث أربكت هذه الصور الخبراء ومحللي المخابرات، الذين اعتقدوا في البداية أنها قنابل عنقودية بناءً على حجمها وشكلها. حيث قال المختص في هذا المجال ريتشارد ستيفنز، الذي لة خبرة طويلة جداً والذي أمضى أكثر من 20 عامًا في الجيش البريطاني كجندي في مجال التخلص من الذخائر المتفجرة وعمل لاحقًا كفني قنابل مدني لمدة 10 سنوات في جنوب العراق وإفريقيا وأماكن أخرى كثيرة، إنه رأى الكثير من الذخائر الصينية والروسية في حياته، ولكن لم أر قط مثل هذه الذخائر الغامضة من قبل.

وفي ذات السياق أشار المختص ستيفنز إلى أنه نشر صورًا لهذه الذخائر على موقع إلكتروني مخصص لخبراء القنابل العسكريين والمدنيين والمختصين في علوم الاسلحة، ووجد أنهم لم يروها جميعًا من قبل. وأضاف إن الأجهزة تشبه الأفخاخ المتفجرة التي تعود إلى الحرب الباردة والتي يطلق عليها “مساعدات الاختراق”، والتي كانت مثبتة برؤوس حربية نووية وكانت مصممة للتهرب من الأنظمة المضادة للصواريخ والسماح للرؤوس الحربية الفردية بالوصول إلى أهدافها.

وفي ذات الصلة قال جيفري لويس، الخبير في منع انتشار الأسلحة النووية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، إنه من غير المرجح أن تحتوي نسخة إسكندر-إم التي باعتها روسيا إلى دول أخرى على هذه “الأفخاخ المتفجرة”.